محبوبة جارية المتوكل
قال علي ابن الجهم: كانت محبوبة اهديت الى
المتوكل اهداها اليه عبدالله بن طاهر في جملة اربعمائة جارية وكانت بارعة الحسن
والطرف والادب ومغنية حسنة فغاضبها المتوكل يوما وهجرها ثم نازعته نفسه اليها ولكن
العزمة منعته منها.
قال ابن الجهم فبكرت عليه يوما فقال لي
المتوكل اني رأىت محبوبة في المنام وكأني صالحتها. فقلت له اقر الله عينيك يا امير
المؤمنين. فبينا هو يحدثني اذا جاءته
وصيفة واسرت له شيئا فقال المتوكل اتدري ماذا اسرت لي قلت لا. قال ان محبوبة تغني
في حجرتها. ثم قال قم بنا ياعلي نسمع ما تغني. وسمعا محبوبة تغني:
أدور في القصر لا أرى أحدا
|
أشكو إليه ولا يكلمني
|
حتى كأني ركبت معصية
|
ليست لها توبة تخلصني
|
فهل لنا شافع إلى ملك
|
قد زارني في الكرى فصالحني
|
حتى إذا ما الصباح لا لنا
|
عاد الى هجره فصارمني
|
فطرب المتوكل واحست بمكانه فخرجت اليه
وتنحيت وتصالحا. وبعث الى جائزة وخلعة. ولما قتل تسلى عنه جميع جوارية وهي لمت تزل
حزينة حتى ماتت.